تفننت الزوجات في اختيار سبل قتل أزواجهن أو العكس بالطبع ، فقد تم استخدام السم والمبيدات الحشرية وصبغة الشعر فضلا عن استخدام الأسلحة البيضاء كالسكين، والساطور والمطواة، وبعض الأسلحة النارية في ارتكاب تلك الجرائم.
وتعبر هذه المواد والآلات عن الفن والدقة والذكاء في قتل الازواج .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتقل الأزواج رجالاً أو نساءاً ، هل هناك حقيقة واضحة ؟ هل الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية أسباب مطروحة للقتل ، وهل هي مبرر للقتل؟ فاذا كانت الحياة تنتهي بالقتل البشع فيأين هي الحياة الكريمة التي دعة لها الأديان والعقائد والأفكار وتسي اليها كل القوي البشرية في العصر الحديث والتي سعي لها القدماء أيضاً ؟ الي متي نظل صامتين علي جرائم تنتهك ، الي متي نصيح بالعويل ، هل لنا من قرار؟ ما دور الدين في الظاهرة المريعة؟
وقد جاءت القاهرة لتشكل أعلي نسبة في ارتكاب جرائم القتل حيث بلغ عدد الجرائم فيها 63 جريمة تليها محافظة الجيزة 24 جريمة. و يسجل العنف الأسري ضد الأزواج حالات فردية لا ترقى _ في نظر البعض _ إلى الظاهرة وذلك لعدم وجود إحصائيات وأرقام تشير إلى تعرض الأزواج للضرب من أزواجهم ، خاصة وأن كثير من الأزواج يرفضون البوح بما تعرضوا له من عنف على عكس الزوجات.
وليست القاهرة وحدها هي التي تعاني من "القتل الغريب" فقد تزايدت في السنوات الأخيرة و بشكل كبير ظاهرة قتل الأزواج والزوجات في فرنسا لدرجة أن احصائية فرنسية رسمية أجريت للمرة الأولى في فرنسا في هذا الشأن كشفت عن أن سيدة تموت كل 4 أيام على يد زوجها أو صديقها.. أو زوجها أو صديقها السابقين.. في حين يموت رجل كل 16 يوما على يد زوجته أو صديقته أو زوجته أو صديقته السابقتين. وكشفت نفس الاحصائية عن أن تحول قتل الأزواج والزوجات في فرنسا إلى ظاهرة يعود في قدر كبير منه الى العنف بين الأزواج حيث إن حالة وفاة من بين كل 10 وفيات بين الأزواج هى نتيجة عنف لم يقصد في معظمه من يمارسه أن يقتل زوجه أو زوجته. وكشفت نفس الدراسة عن أن العنف بين الأزواج أصبح من جانبه ظاهرة خطيرة حيث تتعرض امرأة من بين كل امرأتين للعنف على يد زوجها أو صديقها. وتعتبر الغيرة من الأسباب الرئيسية التى تؤدى الى تزايد ظاهرة قتل الازواج والزوجات في فرنسا حيث تتحمل الغيرة نسبة 22 في المائة من حالات قتل الازواج والزوجات لكنها تقل مع ذلك عن نسبة تعاطى الكحوليات التى تتحمل نسبة 31 في المائة كسبب من أسباب قتل الأزواج والزوجات مقابل 9 في المائة للمخدرات و 8 في المائة للأسراف في الأدوية والاستخدام الخاطىء لها. كما كشفت الدراسة عن أن الرجل يشعر بتأنيب الضمير أكثر من المرأة بعد قيامه بقتل زوجته أو صديقته حيث تبين أن 23 في المائة من الازواج ينتحرون بعد قتل زوجاتهم فيما تقل هذه النسبة الى 7 في المائة لدى الزوجات. ويذكر أن العنف بين الأزواج قد دفع وزيرة التضامن الاجتماعى الفرنسية كاترين فوترين الى اقتراح مشروع قانون يغلظ عقوبة استخدام العنف المتبادل بين الأزواج اضافة إلى تشجيع الزوجات او الصديقات على الاتصال بالشرطة واخضاعهن للعلاج اللازم في أماكن متخصصة اثر تعرضهن للعنف على يد من يعيشون معهم تحت نفس السقف.
فقد أصبح من المعتاد أن نقرأ فى الجرائد ووسائل الاعلام المختلفة عن امرأة تقتل زوجها أو رجل يمزق جسد زوجته أو يحبسها لتموت جوعاً !، لا اختلاف فى ذلك بين المجتمعات المتقدمة و المجتمعات البدائية فى أدغال إفريقيا رغم تفاوت ملامح كل مجتمع ، وهو ما أوقع علماء الاجتماع والنفس فى حيرة وهم يحاولون تفسير الزيادة المستمرة لظاهرة العنف المتبادل بين الأزواج والزوجات ، ما بين الدوافع الجنسية والظروف الاقتصادية ·· ففى الفترة الأخيرة ·· إنتشرت حوادث العنف بين الأزواج والزوجات بشكل غير مسبوق ، كثيراًما جاءت نتائج معظم الدراسات حول هذه الظاهرة لتؤكد إنفجار هذه الظاهرة فى أكثر المجتمعات تقدماً بنسبة متقاربة مع المجتمعات الأقل تقدماً ، التى توصف بالعالم الثالث أو الدول النامية ، ومن أخطر نتائج هذه الدراسات المتخصصة أن 30% من النساء يتعرضن للعنف النفسى بصورة يومية ، وتزداد هذه النسبة كلما طالت فترات تعرضهن لعنف الأزواج ، وأوضحت نتائج معظم الدراسات أن العنف ليس مرتبطاً بالزوج فقط ، بل تحول إلى ظاهرة متبادلة بين الزوجين معاً ، وإن تعددت أسباب لجوء كل منهما له ، ولاشك أنه عندما تتحول علاقة المودة والرحمة التى أقرها الشرع والدين بين الرجل وزوجته إلى علاقة جافة تتطور فى كثير من الأحيان إلى إستخدام العنف والضرب ، فإن ذلك يعنى انذاراً بوجود خطر داهم يهدد مستقبل ودعائم إستقرار الأسرة · وبينت نتائج الدراسات عن أن الجنس يعد من أهم أسباب إستخدام الأزواج للعنف ضد زوجاتهم ، بنسبة تصل إلى 57% وخاصة فى المجتمعات الشرقية ، بينما جاءت المصروفات المنزلية فى المرتبة الثانية تأتى بعد ذلك الأعمال المنزلية ، وأثبتت الدراسة أن ما يقرب من 02% من الأزواج الذين يضربون زوجاتهم يدمنون المخدرات والخمور وموائد القمار ، بينما بلغت نسبة الأزواج الذين يعانون من عنف الزوجات ما يقرب من 82% فى المجتمعات الغربية وتقل النسبة كثيراً فى المجتمع العربى بسبب رغبة المرأة فى التصرف فى شئون الأسرة ورفضها لتدخل الرجل أو لأسباب أخرى ·
أسباب العنف الأسري
يقول د· أحمد المجدوب الخبير الاجتماعي يقول : هذه الظاهرة ترجع بالأساس إلى الظروف الإقتصادية خاصة في السنوات الأخيرة ، وتأثيرها بشكل عام على العلاقات الإجتماعية ، وهو ما ساهم في تقليل نسبة الترابط داخل الأسرة الواحدة ، بدليل أن معدلات الطلاق إرتفعت بصورة كبيرة ووصلت فى بعض الأحيان إلى ما يقرب من 03% ومعظمها لأسباب مادية ، وهذا يعكس مدى تأثير الجانب المادى على الجوانب الإنسانية فى العلاقات الزوجية وبتراجع الجوانب الإنسانية ومشاعر المودة أمام طغيان المادة يصبح المجال فسيحاً للجوء إلى العنف ، خاصة إذا كان الزواج غير متكافئ وشعور بعض الأزواج بتفوق الزوجة مادياً أو علمياً أو اجتماعيا · ، تـرى د· ليلى عبد الوهاب أستاذة علم الاجتماع أن ضرب الزوجات أصبح بالفعل ظاهرة متكررة وكثيرا ما يتجاوز الضرب عملية التأديب إلى ارتكاب جريمة قتل تكون الزوجة هى الضحية الأولى فيها ، ومن الملاحظ أن ضرب الزوجة يزداد خلال شهور الصيف ، ولجوء الرجل إلى ضرب زوجته تعبير واضح عن حالة العنف داخل الأسرة و التى بدأت تزداد فى العالم كله نتية لعدة عوامل ترتبط بالمجتمع بنظمه وثقافته وقوانينه المطبقة والظروف الإقتصادية ، التى جعلت كثيرا من الأزواج يعانون من البطالة فيضربون زوجاتهم كنوع من تحقيق الذات وتعويض النقص الذى يشعر به وتفريغ الكبت والضيق من المجتمع ، وتلعب بعض المفاهيم الموروثة مثل تحقير قيمة المرأة و النظر إلىها باعتبارها مخلوقة أدنى من الرجل أو أن العنف وسيلة لإثبات الرجولة ، دوراً كبيراً فى إنتشار هذه الظاهرة ، للأسف نظرة كثير من المجتمعات الشرقية للمرأة تجعل المناخ مهيأ لمعاملتها بقسوة وتزداد هذه القسوة بتزايد ضغوط الحياة وفى معظم الحالات ما يكون عنف المرأة ضد زوجها لإضطهاده لها أو عنفه تجاهها ·
الارتباط الديني
ويقارن د· محمد عسكر أستاذ الإجتماع بين ظاهرة العنف بين الأزواج فى المجتمعات الشرقية والغربية فيقول: رغم أن ظاهرة ضرب الزوجات والعنف الأسرى عموماً ظاهرة عالمية ، إلا أن معظم الدراسات والبحوث تشيرإلى انتشارها فى الغرب بصورة أكبر من مجتمعاتنا العربية والإسلامية لأن التدين وتعاليم الدين تحمى مجتمعاتنا وتقنن إستخدام الرجل للعنف ضد زوجته بالشكل الذى يحقق الغرض منه دون إهدار لادميتها ·· وفى فرنسا على سبيل المثال · وهى من المجتمعات المعروفة بالتقدم ما يقرب من 5،2 مليون قضية إعتداء من الزوج على زوجته بالضرب المبرح بينما تنعدم هذه الظاهرة مثلافى الريف المصرى ، وذلك لأن المرأة الريفىة تحفظ لزوجها مكانته وتعرف حقوقه علىها وواجباتها نحوه فى جميع الأحوال ،· بينما
و يقول د · أنــور محمود أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة ، عن واجب الزوجة في طاعة زوجها وضرب الزوج لزوجته، "أن حق الزوج فى ضرب زوجته ليس حقاً مطلقاً ، ولكنه حق قيدته الشريعة بمجموعة من القيود ، وهى أن يتوخ الزوج نشوزها ، أى خروجها عن طاعته ، ومن أهم مظاهر نشوز المرأة التى تبيح الضرب شرعا ، عصيانها للرجل فى الفراش والخروج من الدار بغير عذر وغيرها من الأمور التى تضر بحق الزوج والأسرة ، ويجب ألا يلجأ الرجل للضرب إلا عندما يتأكد من عدم نفع الوعظ والهجر فى المضجع، لأنه مأمور أولاً بنصحها وهجرها ، وإن أصرت على العصيان كان له أن يضربها ، والضرب المباح شرعاً هو الضرب الرحيم أو الرقيق وليس الضرب المبرح لأن الهدف منه التأديب وليس التشفى والإنتقام ، وأن يكون باعتقاد الزوج أن الضرب سوف يكون مفيدا فى إصلاح الزوجة ، وعندما يلجأ الرجل لضرب زوجته فى حالة عدم تحقق هذه الشروط يعرض نفسه للعقوبة التعزيزية من جانب القضاء فى الدنيا وعقاب الله سبحانه وتعالى فى الآخرة ، ولا يجب فى جميع الأحوال أن تبادر المرأة بالعنف ضد زوجها لأن له القوامة عليها فى جميع الأحوال"·
كشفت دراسة حديثة أعدها ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن ارتفاع معدل اعتداءات الزوجات ضد الأزواج، حيث تم ارتكاب 111 جريمة عنف بحق الرجال، وذلك خلال الفترة من 30 يونيو 2005 حتي ديسمبر ،2005 ومن واقع ما تم رصده كشفت الدراسة عن 91 جريمة قتل و15 جريمة سرقة و11 جريمة اعتداء بالضرب ومن بينها 4 جرائم ارتكبها الأبناء، 6 ارتكبها الأقارب، وجاءت دوافع ارتكاب هذه الجرائم نتيجة بخل الزوج والخلافات الأسرية بنسبة 65%، وخيانة الزوج بنسبة 15%، أو خيانة الزوجة بنسبة 5%، أو الاستيلاء علي أموال الضحية بنسب15% .
وأكدت الدراسة أن العنف بحق الرجال بات علي وشك التحول لظاهرة يمكن أن تتساوي في خطورتها مع العنف الواقع ضد المرأة والطفل.وأشارت الدراسة إلي اختلاف طرق قتل الأزواج وتعدد أساليب الانتقام التي اتبعتها المرأة، فمن خلال رصد بعض الحوادث وجرائم القتل التي ارتكبت مؤخرا علي يد المرأة نجد أنها قد تعددت أسبابها ودوافعها.
فشل العلاقات الزوجية
الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس يقول: هناك العديد من المتغيرات التي طرأت علي العلاقات الزوجية، والتي تسببت فيها عدة عوامل منها: عدم التوافق الثقافي والنفسي والاجتماعي بين الزوجين، والاختيار البيئي، فضلا عن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للأسرة، وضعف العلاقات العاطفية وانتشار قيم الفردية والمصلحة.ونتيجة لذلك حدث المزيد من التباعد النفسي والاجتماعي الذي انعكس علي العلاقة بين الزوج والزوجة، وسادت حالة الاحباط الاجتماعي واليأس من الاستمرار في المعيشة والتي قد تصل إلي فقدان القدرة علي مواجهة هذا الواقع.ويوضح الدكتور أحمد يحيي أن جرائم قتل الزوجات للأزواج لا تمثل رغم بشاعتها ظاهرة عامة فهي ظاهرة نادرة الحدوث، وتحدث في فئات اجتماعية معينة تميل أغلبها إلي الانتقام، أو الحصول علي مزايا من وراء ذلك، لكنها بالطبع تشير إلي خلل في القيم والأخلاق وضعف الوازع الديني داخل تلك الفئات، بالإضافة إلي ذلك فالمرأة المصرية مظلومة بالفعل، فهي تعاني من قهر مستمر يبدأ في بيتها وينتقل أشد عنفا إلي بيت زوجها، كما أنه من الملاحظ أن هناك حالة من الفراغ الأخلاقي التي انتشرت داخل الأسرة المصرية، وهو ما يحتاج إلي المزيد من الاهتمام من خلال إجراء الأبحاث والدراسات، وتفعيل دور المرأة الاجتماعي.ومن ناحية أخري قد يؤدي تقصير الرجال في مراعاة شعور المرأة وعدم القيام بواجباتهم الأسرية والاجتماعية، واستمرارهم في الضغط النفسي والقهر الاجتماعي إلي دفع المرأة لارتكاب جرائم القتل.
انحلال القيم
الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي يري أن هناك دوافع وراء قتل الزوجات للأزواج ومنها انخفاض الدخل وصعوبة المعيشة والقهر الذي يقع علي الزوجة، وظلم وبخل الزوج، فضلا عن انعدام القيم لدي الطبقات المتدنية في المجتمع وقلة الوازع الديني، والوعي الاجتماعي، والمرأة في أغلب الأحيان تتحمل كل ما يقع عليها من أعباء، لكنها قد تنقلب في أي لحظة، وتقوم بقتل الزوج بعد أن تختمر الفكرة في رأسها، ومن ناحية أخري قد تكون الخيانة أحد أسباب القتل، حيث تتفق الزوجة مع عشيقها للتخلص من الزوج الذي يمثل عقبة أمامها، فضلا عن أن هناك حوالي 30% من السيدات لديهن عنف وشراسة بطبعهن، وغالبا ما تحدث جرائم القتل في الأوساط المتدنية وقاع المجتمع حيث تكون الفرصة مهيأة للانحراف.
هزة اجتماعية
يرجع د· عبد الخالق عفيفى أستاذ علم الإجتماع هذه الظاهرة إلى نشأة كل من الزوجين أو أى منهما ، حيث أن العنف هو مرحلة متأخرة من عدم الاحترام بين الزوجين بسبب نشأة إجتماعية غير سليمة ، ويربى الأبناء بين أبوين لا يحترم أحدهما الآخر ، أو يجدون الأب يعامل الأم على أنها جارية أو خادمة ·
الدكتورة وفاء مسعود أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان ترفض تماما ما يقال عن أن المرأة عدوانية، وتؤكد أن هناك عوامل عديدة تساهم في دفع المرأة لارتكاب الجرائم خاصة القتل الذي يأتي من فراغ، فالعلاقات الزوجية السيئة تعد أحد دوافع القتل سواء قتل المرأة للرجل أو العكس.
ويؤكد د· يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى أن نزول المرأة إلى ميدان العمل ، أضفى على سلوكها كثيرمن القسوة والشراسة والبلادة فى الإنفعال ، حيث تنازلت عن أحاسيسها المرهفة وتجاهلت مشاعر الأنثى بداخلها وتجمدت مشاعرها فأصبحت عنيفة ، بدليل إنتشارجرائم قتل الأزواج و الطبيعى فى مثل هذه الحالات أن تتعرض لغضب الرجل وعنفه ، خاصة فى المجتمعات الفقيرة ماديا وثقافيا ، ويتعامل معها الرجل الزوج بنفس طريقة تعامله مع خصومه فى ظل الصراعات المادية لتوفير متطلبات الحياة ظاهرة خطيرة
ويتطرق د· أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى إلى خطورة إنتشار هذه الظاهرة بقوله: إن ضرب الزوجات أو تبادل العنف بين الزوج والزوجة داخل نطاق الأسرة يهدد كيان المجتمع كله وكثير من جرائم القتل داخل الأسرة تبدأ بإعتداء الزوج على الزوجة بالضرب وتظل الزوجة فى حالة كبت داخلى تترقب أقرب فرصة للانفجار كذلك الزوج بتماديه فى ضرب الزوجة ، وتعدى كل الحدود يتزين له سهولة قتلها ، وكثيرا ما يدفع الأبناء الثمن فيشردون أو ينحرفون، ويرفعون العنف شعارا لحياتهم ، وينعكس ذلك على المجتمع كله ·
تقول د. " إيمان الشريف" الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، أن الإحصاءات تشير إلي أن 41% من الزوجات يقتلن أزواجهن عمداً ، أما جرائم ضرب الزوجات لأزواجهن فتمثل 12% . وتضيف د.ايمان " أن المرأة حينما تلجأ للعنف تكون بشعة وشديدة في عنفها فهي تكون قاسية عندما تقتل زوجها لأنها تشعر أنها أضعف منه فلابد أن تكون قوية وعنيفة لتجهز عليه ولذا فهي تفضل أن تقتله من أن تضربه لأنه أقوي منها لقوته البدنية لذلك فهي تبدع في التخطيط لقتله للتخلص من شجاره وخيانته وقسوته وهي لا تلجأ إلي طلب الطلاق لبطء المحاكم في إجراءات الطلاق والتي تستمر لسنوات طويلة ومملة ". وتشير د. إيمان إلي أن إجبار الزوج لزوجته العاملة للإنفاق علي البيت يمثل ضغطاً شديداً وعصبياً علي المرأة فهي تشعر بالظلم وجبروت الرجل ، وتشعر بالإحباط الذي يوصلها إلي شدة العنف والعدوان . وتري د. ايمان الشريف " أن التنشئة الاجتماعية والتربية داخل الأسرة تؤثر علي التكوين النفسي للمرأة وتؤدي في معظم الأحيان لخلق شخصيتها العدوانية لأنها تري العنف مجسداً أمامها في أسرتها في علاقة الأب بالأم والتفرقة بينها وبين أخيها "الذكر" وبعد ذلك جبروت الزوج مما يدفعها للعنف وقتله! تضيف د. "ايمان" إلي أن بعض الدراسات الحديثة أكدت أن التليفزيون له دور في عنف المرأة ، ولابد أن تكون هناك رقابة علي كل مايبث خلال برامج ومسلسلات وأفلام التليفزيون كما أكدت أنه لابد أن يكون لمكاتب الإرشاد الأسري دور فعال لإنهاء الكثير من الخلافات الزوجية وتوعية الأسرة ولابد من الاهتمام في المناهج الدراسية بالمدارس من الاهتمام
والمرأة في ظل ما يقع عليها من عدوان وقهر نجدها تتحمل لأقصي مدي، فتتحمل ظروف الحياة القاسية، وضغوط المعيشة، وأعباء جسيمة تقع عليها من قبل الرجل والأسرة ويلاحظ أن الزوجة دائما ما تخرج هذا العدوان في صورة مفاجئة، فتقوم بقتل زوجها للتخلص منه نهائيا، وقد يكون العدوان هنا شديدا نظرا لأنه يعد مكبوتا بداخلها.ولا شك أن الخيانة الزوجية واهمال الرجل للمرأة واعتماده الكامل عليها في كل شيء، قد يساهم في زيادة تلك الدوافع في ظل اختلال الأدوار الاجتماعية.
ومن ناحيتها طالبت الجمعيات الحقوقية والنسائية اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة للحد من ظاهرة قتل الازواج لزوجاتهم ، وخاصة في اسبانيا بعدما سجلت الثمانية الاشهر الاولى من السنة الماضية مقتل 40 امرأة. ويأتى تحرك الجمعيات بعدما لقيت امرأة في 27 أغسطس 2005 حتفها على يد زوجها لمجرد أنها كانت تقضى بعض الوقت أمام شبكة الانترنت فى منتديات الحوار. ورغم أن الحكومة اتخذت فى السنتين الاخيرتين اجراءات مشددة ضد الازواج الذين يعاملون زوجاتهن بعنف الا أن ذلك لم يحد من وقوع عمليات القتل.
حسب دراسة أنجزها الصندوق الوطني للبحث العلمي، تتعرض اكثر من سيدة من بين خمسة نساء إلى العنف الزوجي. وتحت التهديد، تفضل الضحية في غالب الأحيان كثمان معاناتها وبذلك تُفلت ممارسات العنف والوحشية من العقاب.ولحماية ضحايا العنف الزوجي بشكل افضل، اقترحت لجنة الشؤون القضائية في الحكومة السويسرية مراجعة قانون الجزاء. ويأتي هذا المقترح بعد المبادرة البرلمانية التي عرضتها المستشارة الفدرالية السابقة Margrith von Felten من حزب الخضر.وإذا ما تمت المصادقة على المشروع الحكومي، فان ممارسات التهديد والأضرار الجسدية والإكراه الجنسي والاغتصاب داخل الزواج سواء تعلق الأمر بمتزوجين أو خليلين او شواذ جنسيين... فكل هذه الممارسات ستلاحق قضائيا دون إجبار المتضررين على تقديم شكوى رسمية.
تؤكد جمعية منظمات التضامن النسائي في سويسرا (Solidarité Femmes) أن 1160 سيدة و1225 طفلا لجئوا العام الماضي إلى مراكز الاستقبال الـ18 في سويسرا والليشتنشتاين، وأن عدد الليالي المُقضاة في "بيوت النساء" ناهز 69000 ليلة قُدمت فيها الحماية لمُعدل 188 سيدة وطفل كل مساء.ويبدو أن هذه الأرقام، رغم المعاناة الإنسانية والخُطورة الكبيرة اللتين توحي بهما، لم تنجح بعدُ في حشد الدعم الكافي للتصدي للاعتداءات النفسية والجسدية التي تتعرض لها النساء تحت سقف بيوتهن من طرف الذكور، أزواجا كانوا أم لا، وللآثار النفسية المُدمرة التي تتركها هذه المُمارسات لدى الأطفال.وتأسف جمعيةُ مُنظمات التضامن النسائي لكون ظاهرة العنف ضد النساء في إطار الأسرة مازالت تُعتبر "عادية" ما لم تبلغ درجة تعريض حياة الضحية للخطر. وتقول الجمعية في هذا السياق "إن حدوث مآسي مثل قتل الأزواج لزوجاتهم أو رفيقاتهم أو أولادهم لا يجب أن تحجب ظاهرة اجتماعية مثل العنف العائلي الذي يعد أكثر انتشارا والناجم عن علاقات القوة بين الرجال والنساء."
والعنف الأسري عموماً وبين الزوجين خاصةً أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع المصري ، وبعد أن كان العنف شائع بين الأزواج ، أنضم الجنس اللطيف إلى هذه الدائرة وأصبحت الزوجات أيضاً يلجئن للعنف في جميع صوره ، مما يجعلها ظاهرة مثيرة للقلق ، فيومياً نقرأ في الجرائد عن زوجة تقتل زوجها وتعبئه في أكياس ، أو " زوجة تصبح زوجها بعلقة وتمسيه بعلقة " ، لكن ما السر وراء لجوء المرأة إلي العنف ضد زوجها ؟
لا شك أن هناك أسباب قوية ومتعددة تجعل المرأة الرقيقة أن تتحول إلى وحش قاتل ، هل الزوج المفتري ؟ أم ضغوط الحياة ؟
حالات قتل للأزواج
ومن أشهر حوادث قتل الأزواج ، حادثة زوجة قتلت زوجها نتيجة لبخله وشذوذه وجبروته ، واعترفت نعمة فوزي محمد "28 سنة" ربة منزل بقتل زوجها محمد مهدي محمد "31 سنة" سائق تاكسي.وقالت نعمة "كرهت زوجي وشذوذه،وجبروته ، وفشلت في إعادته إلي الطريق الصحيح ، صدقوني أصر علي ممارسة شذوذه معي ، ورفض طلاقي ، لم يترك لي طريقاً لعبور هذه المحنة من أجل طفلنا والثالث القادم في الطريق ، سوي قتله لأتخلص من كابوسه الذي عشت فيه خمس سنوات متواصلة لأدخل السجن ويعيش الطفلان في الشارع !! ، وتضيف نعمة "تحملت بخله لكن ما لا أتحمله أنه كان يصر علي ممارسة الشذوذ معي خاصة بعد ولادتي طفلين وطالبته بأن يتوقف عن ذلك لكن دون جدوي، ذهبت إلي إدارة الفتوي بالأزهر لأسألهم عن هذا التصرف من جانب زوجي فأخبروني أنه مخالف للشرع وحرام،ولذلك طالبته بالتوقف عن هذا الأسلوب وكان يرفض". وتروي نعمة عن الجريمة القتل أنه فجر يوم الحادث " عاد زوجي من العمل بعد منتصف الليل وكنت أقوم بتنظيف الشقة، ودخل حجرته لينام وذهبت إليه ليفتح علبة سمن بسكين ، لكنه طلبني وأمسك بي بقوة ليمارس شذوذه لكنني لم أعد احتمل هذه التصرفات منه أمسكت بالسكين لتهديده إلا أنه أصيب في بطنه وسالت منه الدماء بغزارة حاولت وقف الدماء بملاءة السرير بلفها حول بطنه ووضع قطن علي الجرح لكن دون جدوي".
تخلصت احدي الزوجات من شك زوجها المفرط بتخديره ثم ذبحته بالسكين ودفنت جثته في الشقة وصبت فوقها خرسانة حتى لا يكتشف أحد أمرها. وقالت أنها كانت تخطط لقتل زوجها أكثر من مرة ولكنها فشلت حتى راودتها فكرة تخديره وبعد أن فقد الوعي ذبحته بالسكين وحفرت حفرة بالشقة المجاورة لشقتها في نفس المنزل الذي يمتلكه الزوج وصبت خرسانة مسلحة على الجثة لإخفاء معالمها وبناء جدار فوقها لعزلها عن بقية الشقة.
زوجة مصرية أخري وتدعي سنية قامت بقتل زوجها بعد أن أذاقها المر ، حيث قامت بتهشيم رأس زوجها بأنبوبة الغاز ، ويذكر أن سنية كانت زوجة رجل عديم "النخوة" بحيث لم يكتف بشذوذه معها، بل تجاوز ذلك إلى استدعاء أصدقاء السوء إلى بيته وأمر زوجته بأن تمارس الجنس معهم!! ، كان هذا المشهد المقزز يمنح الزوج الشعور بمتعة شاذة ، وكانت الزوجة في البداية ترفض ممارسة الجنس مع الرجال أمام أنظار زوجها ، لكنها استجابت في النهاية بعد أن هددها بإلقائها في الشارع. فضلت سنية التكتم على هذه العادة السيئة أملا في أن يعود الزوج إلى رشده، ثم اعتادت على ممارسة الجنس مع الرجال الغرباء، وأدمنت على تلك العلاقات الجنسية المتعددة التي أصبحت من برنامج حياتها العادية فالضيوف كانوا في منتهى السخاء معها ومع زوجها، إلي أن وقع زوج سنية في خطأ لم تستطع الزوجة أن تغفره له ، كانت سنية قد أنجبت طفلة من زواج سابق، وعندما تزوجت مرة أخرى تركت ابنتها في رعاية أمها، فشبت الطفلة وصارت فتاة شابة في مقتبل العمر، ويبدو أنها راقت في عيني الزوج الذي كان ينتظر الفرصة السانحة ليقتنصها. جاءت الفتاة لزيارة أمها في منزلها، وكان الزوج هناك بمفرده، فرحب بابنة زوجته، ودعاها للجلوس في انتظار وصول أمها،وبعد أن اطمأنت الفتاة، حاول الزوج أن يباغتها ويعتدي عليها، لكنها قاومته بعنف، ورغم ذلك نجح في أن يشل حركتها، وفي اللحظة التي كاد أن يلتهمها، وصلت زوجته التي هالها المشهد ، لم تدر الزوجة ماذا تفعل، فوجدت أمامها أنبوبة الغاز فهشمت بها رأس زوجها، ثم استدعت الشرطة،وقد أطلق السجينات على سنية لقب "سنية أنبوبة"، واستحقت هذا اللقب بعد أن قتلت زوجها بأنبوبة الغاز، وحكمت المحكمة على سنية بسبع سنوات حبس مراعية في ذلك الحكم ظروف التخفيف عن المتهمة بالقتل العمد لأن ظروفها هي التي دفعتها لارتكاب جريمتها.
فمنذ فترة فوجئنا بسيدة تقتل زوجها بعد أن دست له المخدر، وقامت بتقطيع جسده إلي أجزاء، وعللت فعلتها بأن زوجها كان دائم الشك في سلوكها.كما قامت سيدة أخري بقتل زوجها المزارع بالاشتراك مع ابنها وحرق جثته بعد أن اعتاد المجني عليه الاعتداء عليها وسبها بألفاظ نابية أمام الأهالي، وعدم الانفاق عليها وعلي أولاده فانهالا عليه بالعصي فوق رأسه حتي فارق الحياة ثم أشعلا النار في جثته وتركها في وسط الزراعات.
بالثقافة الأسرية .
وتبين الإحصاءات إلي أن سبب قتل الأزواج بدافع الانتقام يمثل حوالي 5.48% وبسبب الضغوط الاقتصادية بنسبة 5.17% وبدفع العار حوالي 3% والثأر بنسبة 2% أما النزاع العائلي فيمثل نسبة 10% كما أن الأفلام والمسلسلات بالتليفزيون لها دور في تكوين العنف لدي المرأة،كما ذكرت جريدة الجمهورية .
يذكر أن الحكومة المصرية قد طرحت مشروع قانون محكمة الأسرة لمعالجة مشاكل التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية يتم تشكيلها من ثلاثة قضاه بدرجة رئيس بالمحكمة الابتدائية، ويعاون المحكمة إخصائيان أحدهما اجتماعي والآخر من الاخصائيين النفسيين بهدف سرعة التقاضي، ومحاولة الصلح بين الأزواج، والتغلب على مشاكل الأسرة التي تنعكس بالسلب نفسيا وصحيا على الأبناء . بينما سارع القطاع الأهلي بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة العنف الأسري ومساعدة ضحاياه على اجتياز آثاره سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة، حيث يصل معدل العنف ضد المرأة من واقع البيانات والإحصائيات الصادرة عن تلك المراكز إلى أن 60% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري من الزوجات الأميات، و30% من بين الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى يتعرضن للضرب من أزواجهن. كما أن 40% من الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بحاجة إلى استشارة الطبيب بسبب تعرضهن للضرب المبرح، كما أن هناك زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للضرب بأشكال مختلفة أثناء الحمل. كما يعاقب الرجل زوجته بطرق شتى من بينها الزواج من امرأة أخرى، والتهديد بالطلاق، والحرمان من نفقات المنزل، وضرب الأبناء، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل، أو حرمانها من الاختلاط الاجتماعي.
وتعكس روايات الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بأن الزوج يعتبر الضرب والتوبيخ طريقة العلاج الوحيدة للمشاكل الزوجية، حيث تقول فاطمة عبد الحي ـ ربة منزل ـ "الحالة الاقتصادية دائما سبب خلافاتي مع زوجي لأن مطالب الأبناء لا تنتهي، ومن هنا تنفجر المشاكل التي تنتهي دائما بالضرب والتوبيخ دون أن يفكر في أسلوب آخر لحل مشاكلنا خاصة أمام الأبناء".
روايات عن العنف الأسري
تقول عبير السيد ـ ربة منزل ـ "تعرضت للضرب مرات عديد من زوجي، وفشلت كافة محاولاتي لمنعه من ممارسة العنف ضدي، فأقل خطأ تكون نتيجته الضرب والتوبيخ دون مراعاة لمشاعري، وقد طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة يقسم أمام الأهل بأنه لن يكرر ضربي، وأنا لا أصدقه ولكن أضطر لمجاراة الواقع الأليم بسبب أطفالي لعله يتغير".
أما ابتسام حلمي مدربة الكاراتيه في إحدى النوادي الاجتماعية فتقول "لم أضرب زوجي، ولكن أحسسه بقوتي من حين لأخر باسم المداعبة حتى يتحاشاني وأحسست ذلك، وقد حاول أن يجعلني أترك العمل وأتفرغ له وللأولاد ولكني رفضت وسأرفض". وتضيف ابتسام "الخلافات بيننا مستمرة بسبب ميزانية البيت واحتياجات الأولاد وما يشبها من خلافات تعاني منها غالبية الأسر المصرية إلا أن الحياة لم تصل بيننا للضرب ولم يضربني يوما أو ينهرني ولكن لو فعلها سأفعلها وهو يعلم ذلك جيدا".
في حين تقول "هدى عزيز" ـ موظفة ـ "لم يضربني زوجي يوما أو أضربه، ولكننا اصطدمنا كثيرا ولم تصل إلى الضرب فربما تبادلنا بعض الألفاظ، وقد اعتذرت له وقبل اعتذاري ونعيش في هدوء والحمد لله." وتعلق هدى على ضرب الأزواج قائلة "إن الزوج دائما هو الذي يدفع الزوجة للقيام بأي فعل يراه الناس غريبا مثل ضربه أو إهانته فإذا كان حنونا معها ويؤدي كل واجباته تجاهها إذن ما الذي يدفعها أن تضربه أو تصطدم به فالمرأة بطبيعتها مخلوق رقيق عطوف وحنون ولا تكون شرسة إلا في حالة اضطهادها المستمر من قبل الزوج، وأحيانا كثيرة تكو ن الزوجة مريضة نفسيا وفي هذه الحالة يعرف الزوج حالتها ويحاول من جانبه إذا كان رجلا عقلانيا أن يتجنبها ويتحملها، وعلى أي حال فالمرأة الذكية هي التي تروض زوجها دون أن تشعره بذلك."
علي العكس فـــ "بشرى علي" التي تعمل موظفة في إحدى الهيئات الحكومية والمتهمة بضرب زوجها فتقول "لقد ضربت زوجي بسبب معاكساته المستمرة لبنات الجيران ووصل الأمر إلى معاكسته وتحرشه ببنات أختي .. فقد فضحني بتصرفاته وجعل الناس تسخر مني ومن أولادنا". وتضيف بشرى "لقد تزوجته منذ خمسة عشر عاما تقريبا ولم ألحظ عليه مثل هذه التصرفات المخزية وكنت أعتبره زوجي وأخي وكل ما في هذه الدنيا حتى فوجئت بشكوى من بنت الجيران أن زوجي وليس ابني يعاكسها ويقف لها دائما في شرفة المنزل .. ولم أصدق كلامها وتصورت أنها غير مدركه أوانها لم تفرق بين زوجي وابني إذا كانت بالفعل تعرضت لهذه المضايقات. وحاولت إرضائها على وعد عدم تكرار مثل تلك المضايقات وذات يوم استأذنت من عملي باكرا لأعود إلى المنزل وقد تأكدت من صحة الشكوى فزوجي مراهق يقف لبنت الجيران في شرفة المنزل يعاكسها يوميا .. وعندما ضبطته دب الخلاف بيننا وضربني فضربته وأصبحت الأيادي هي وسيلة التعامل بيننا منذ ذلك اليوم لأكتشف بعد ذلك أن هناك عدد كبير من الشكاوى ينتظرني من بنات الجيران عندما أعود من العمل وادخل المنزل".
ومن جانبه يرى محمد طلعت ـ موظف ـ متزوج وله أربع أطفال "أن المرأة المتسلطة هي التي تستغل نقطة ضعف زوجها فتلغي شخصيته تماما وتوجهه حيثما تريد ووقتما تشاء، كما أن الزوج يلعب دورا كبيرا في تسلطها إذا تعمد إذلال زوجته وإهانتها وقهرها دائما والقهر يولد لديها رغبة في الانتقام منه بأي وسيلة حتى ولو كان بالضرب". ويضيف طلعت "أن المرأة المتسلطة عليها أن تدرك أن الرجل له طاقة تحمل فإذا فرغت فسوف تكون العواقب وخيمة واكبر دليل على ذلك في تصوري هي الجرائم التي نقرأها في الصحف حاليا من قتل الزوجات أو الأزواج".
علي النقيض فـــ "أحمد جميل ـ موظف ـ ومتزوج " يرى "أن هناك نوع من السيدات لا يأتي إلا بالضرب والإهانة يتلذذن بإهانتهن وضربهن وممارسة العنف ضدهن وإن لم يفعل الزوج ذلك ستكون النتيجة أنه سيدفع الثمن غاليا إما بإهانته أو ضربه وما شابه من ممارسات شاذة داخل الأسر لأنه أصبح بلا كيان أمامها وأحست أنها قائد سفينة الزواج و تتصور إنها تملك ملكة تقويم الاعوجاج في شخصية زوجها فإذا فقد الرجل قوامته على زوجته فلا يتعجب من ضربه وإهانته وسبه".
ويحمل د. أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية هذا الخلل الي الوعي الديني وتدني التنشئة الاجتماعية ، هي الأسباب الحقيقية وراء السلوك الانحرافي داخل الأسرة، حيث يقول "البيئة تلعب دورا كبيرا في العلاقات الاجتماعية، وأن حالة الرضا داخل الأسرة، خاصة في معاملة الأزواج أمام أبنائهم تنعكس عليهما في المستقبل حينما يصبح الأبناء مسئولين عن أسرة، كما أن أي قاعدة تخالف فيها الشريعة الإسلامية تكون عواقبها مؤلمة، فالسلوك السلبي للآباء يترتب عليه حرمان أي طفل من حقوقه، وتنال من حريته".
وحمل د. المجدوب الأسرة المسئولية كاملة في سلوك أبنائهم في المستقبل لأن الأسرة هي البوتقة التي توجه إمكانيات الأطفال وقدراتهم وتشكل ظروف حياتهم في المستقبل من خلال ظروفها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والاحترام المتبادل بين أفرادها". ويرى الدكتور محمد شعلان أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر "أن سيكولوجية الزوج أنه هو الآمر الناهي، وأنه هو دائما على حق ومصدر الرزق للأسرة، وإذا اهتزت هذه المكانة، خاصة داخل المنزل فيسيطر عليه إحساس بالدونية لأنه أصبح أقل شأنا أمام زوجته وأولاده، وهنا ينقلب الوضع ويشعر بالعدوانية تجاه الزوجة مما يجعله دائما يقوم باستفزازها فيدفعها إلى أفعال لا يرضي عنها وأحيانا يصاب بعض الأزواج بالتقوقع حول أنفسهم مما يجعل المرأة تشعر بضعف شخصيته، خاصة في حالات الضعف الجسماني فتصبح هي صاحبة القرار في المنزل وفي هذه الحالة يجب أن يؤدي الزوج واجباته كاملة تجاه أسرته حتى لا يضع نفسه في هذه الصورة".
إما إجلال فاروق مدرس علم النفس المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة فترى"أن التربية والنشأة مهمة جدا في حياة كل من الزوجين، كما أن التكافؤ بين الزوجين على جميع المستويات يلعب دورا كبيرا في استقرار حياتهما الزوجية ويعد العمود الفقري لنجاح زواجهما بدون مشاكل أو اضطرابات، ولعل هناك بعض الحالات المريضة البسيطة التي تتلذذ بضرب الآخرين".
وتضيف د. إجلال "أنصح كل من الزوجين ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي لمساعداتهما على اجتياز مشاكلهما دون ضرب أو اضطرابات، كما أناشد الزوج أن يكون حنونا على زوجته وعلى أفراد أسرته امتثالا لقول الله تعالى »وعاشروهن بالمعروف« كما على الزوجة أن تحترم زوجها ولا تتعمد إهانته مهما كان السبب فإذا التزمت ورجعت إلى ما أقره شرع الله فلن تلقى إلا كل احترام من زوجها".
والزوجة الذكية كما تقول د. إجلال هي التي تتعرف أولا على طبائع زوجها، وتدفعه لحبها وتتجنب أن تغضبه فالحب أفضل وسيلة لاستقرار الأسرة، فهو الداء والدواء لعلاج لأي مشكلة زوجية.
ومن نظرة دينية : فإن الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا أن المرأة الصالحة كما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تسعد الرجل فإذا نظر لها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته فهي افضل بكثير من كنز الذهب والفضة. ويضيف د. هاشم "أن الزوجة الصالحة هي التي تعين المؤمن على إيمانه، وبالتالي فإن موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهم أو العكس لا يمت بصلة للدين فلو كان كل من الزوجين يعرف حقه لا يستطيع أن يتعدى على الآخر ولو حتى باللفظ، فإذا حدث الخلاف بين الزوجين فالصلح يكون أولا بالحسنى وإن لم يتم فاللجوء إلى حكم من أهلها و حكم من أهله ليحكم بينهما وإذا استحالت المعيشة يكون الانفصال وهذا هو أفضل حل وتقره جميع الديانات السماوية، وما سمعنا عن دين يبيح مثل هذه المهانات أبدا فقد جعل الله العلاقة بين الزوجين على أساس الرحمة والمودة، والرحمة للرجل والمودة من السيدة.
ويرى الدكتور صفوت القاضي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية "أن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض والميزة هنا لا تبيح أن يقوم الرجل بضرب زوجته أو إهانتها وإنما الله أقر الموعظة أولا فإذا لم تأت بنتيجة فأهجرهن في المضاجع وأخيرا اضربهن ولكن ضرب غير مبرح غير مهين للكرامة". ويضيف د. صفوت "أن فرق القوة بين الرجل والمرأة كبير جدا فالتأديب يكون للتقويم وليس للأذى وبعدها حكم من أهله وحكم من أهلها وإذا لم يوفق فتسريح بإحسان بدون تجريح أو إهانات أو ضرب وما إلى ذلك من سلوكيات مرفوضة".
ويرى محسن خليل أستاذ القانون بجامعة القاهرة أن اعتداء الزوج على زوجته، أو الزوجة على زوجها، وإحداث عاهة يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون المصري، ومن حق الزوج أن يطلق زوجته دون أن يدفع لها نفقة متعه أو أي مستحقات يقرها الشرع في حالة تعرضه للضرب من زوجته.
ويستند د. محسن إلى حكم الاستئناف العالي رقم 229 لعام 99 حيث رفضت المحكمة الحكم بالمتعة للزوجة التي قامت بالاعتداء على زوجها، وكذلك الزوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب المبرح فمن حقها طلب الطلاق منه وتقر لها المحكمة باستحالة العيش بينهما حتى ولو كان الزوج موافق على الطلاق وذلك لإلحاق الضرر بالزوجة مع رد كل ما تملك ودفع كافة مستحقاتها الشرعية.
ولعل الحل الأكيد في أن تتقبل المجتمعات المتحضرة لما يسمي بحقوق الرجل بالاضافة طبعاً لتبنيها لايدلوجية حقوق المرأة لعدم تقليب الجنسين علي بعضهما البعض مما يخفف حد الصراع والتشاحن فيما بينهم وبالتالي سينعكس ذلك علي تقدم واستقرار المجتمع وبالتابعيه الاقتصاد وتفعيل آليات السوق وزيادة الدخل وسوف يقضي هذا بشكل غير مباشر علي شيئين :أولا الأمراض النفسية الأسرية وازالة المعوقات أمام التنشئة الصحيحة للابناء ، وثانياً القضاء علي ضعف الموارد نتيجة لضعف الحالة النفسية للعاملين وبالتالي القضاء علي عوامل البطالة بشكل تدريجي مما يحقق مستوي من الرفاهية للشعوب المتأخر بمجرد أن تحل هذه الظاهرة التي يمكن أن تصبح وباء اذا لم تعالج وبتحركات سريعة وباهتمام ومشاركة جماعية لبناء المجتمع واعادة اعمار ما تهدم من بنية شخصية.
وتعبر هذه المواد والآلات عن الفن والدقة والذكاء في قتل الازواج .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتقل الأزواج رجالاً أو نساءاً ، هل هناك حقيقة واضحة ؟ هل الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية أسباب مطروحة للقتل ، وهل هي مبرر للقتل؟ فاذا كانت الحياة تنتهي بالقتل البشع فيأين هي الحياة الكريمة التي دعة لها الأديان والعقائد والأفكار وتسي اليها كل القوي البشرية في العصر الحديث والتي سعي لها القدماء أيضاً ؟ الي متي نظل صامتين علي جرائم تنتهك ، الي متي نصيح بالعويل ، هل لنا من قرار؟ ما دور الدين في الظاهرة المريعة؟
وقد جاءت القاهرة لتشكل أعلي نسبة في ارتكاب جرائم القتل حيث بلغ عدد الجرائم فيها 63 جريمة تليها محافظة الجيزة 24 جريمة. و يسجل العنف الأسري ضد الأزواج حالات فردية لا ترقى _ في نظر البعض _ إلى الظاهرة وذلك لعدم وجود إحصائيات وأرقام تشير إلى تعرض الأزواج للضرب من أزواجهم ، خاصة وأن كثير من الأزواج يرفضون البوح بما تعرضوا له من عنف على عكس الزوجات.
وليست القاهرة وحدها هي التي تعاني من "القتل الغريب" فقد تزايدت في السنوات الأخيرة و بشكل كبير ظاهرة قتل الأزواج والزوجات في فرنسا لدرجة أن احصائية فرنسية رسمية أجريت للمرة الأولى في فرنسا في هذا الشأن كشفت عن أن سيدة تموت كل 4 أيام على يد زوجها أو صديقها.. أو زوجها أو صديقها السابقين.. في حين يموت رجل كل 16 يوما على يد زوجته أو صديقته أو زوجته أو صديقته السابقتين. وكشفت نفس الاحصائية عن أن تحول قتل الأزواج والزوجات في فرنسا إلى ظاهرة يعود في قدر كبير منه الى العنف بين الأزواج حيث إن حالة وفاة من بين كل 10 وفيات بين الأزواج هى نتيجة عنف لم يقصد في معظمه من يمارسه أن يقتل زوجه أو زوجته. وكشفت نفس الدراسة عن أن العنف بين الأزواج أصبح من جانبه ظاهرة خطيرة حيث تتعرض امرأة من بين كل امرأتين للعنف على يد زوجها أو صديقها. وتعتبر الغيرة من الأسباب الرئيسية التى تؤدى الى تزايد ظاهرة قتل الازواج والزوجات في فرنسا حيث تتحمل الغيرة نسبة 22 في المائة من حالات قتل الازواج والزوجات لكنها تقل مع ذلك عن نسبة تعاطى الكحوليات التى تتحمل نسبة 31 في المائة كسبب من أسباب قتل الأزواج والزوجات مقابل 9 في المائة للمخدرات و 8 في المائة للأسراف في الأدوية والاستخدام الخاطىء لها. كما كشفت الدراسة عن أن الرجل يشعر بتأنيب الضمير أكثر من المرأة بعد قيامه بقتل زوجته أو صديقته حيث تبين أن 23 في المائة من الازواج ينتحرون بعد قتل زوجاتهم فيما تقل هذه النسبة الى 7 في المائة لدى الزوجات. ويذكر أن العنف بين الأزواج قد دفع وزيرة التضامن الاجتماعى الفرنسية كاترين فوترين الى اقتراح مشروع قانون يغلظ عقوبة استخدام العنف المتبادل بين الأزواج اضافة إلى تشجيع الزوجات او الصديقات على الاتصال بالشرطة واخضاعهن للعلاج اللازم في أماكن متخصصة اثر تعرضهن للعنف على يد من يعيشون معهم تحت نفس السقف.
فقد أصبح من المعتاد أن نقرأ فى الجرائد ووسائل الاعلام المختلفة عن امرأة تقتل زوجها أو رجل يمزق جسد زوجته أو يحبسها لتموت جوعاً !، لا اختلاف فى ذلك بين المجتمعات المتقدمة و المجتمعات البدائية فى أدغال إفريقيا رغم تفاوت ملامح كل مجتمع ، وهو ما أوقع علماء الاجتماع والنفس فى حيرة وهم يحاولون تفسير الزيادة المستمرة لظاهرة العنف المتبادل بين الأزواج والزوجات ، ما بين الدوافع الجنسية والظروف الاقتصادية ·· ففى الفترة الأخيرة ·· إنتشرت حوادث العنف بين الأزواج والزوجات بشكل غير مسبوق ، كثيراًما جاءت نتائج معظم الدراسات حول هذه الظاهرة لتؤكد إنفجار هذه الظاهرة فى أكثر المجتمعات تقدماً بنسبة متقاربة مع المجتمعات الأقل تقدماً ، التى توصف بالعالم الثالث أو الدول النامية ، ومن أخطر نتائج هذه الدراسات المتخصصة أن 30% من النساء يتعرضن للعنف النفسى بصورة يومية ، وتزداد هذه النسبة كلما طالت فترات تعرضهن لعنف الأزواج ، وأوضحت نتائج معظم الدراسات أن العنف ليس مرتبطاً بالزوج فقط ، بل تحول إلى ظاهرة متبادلة بين الزوجين معاً ، وإن تعددت أسباب لجوء كل منهما له ، ولاشك أنه عندما تتحول علاقة المودة والرحمة التى أقرها الشرع والدين بين الرجل وزوجته إلى علاقة جافة تتطور فى كثير من الأحيان إلى إستخدام العنف والضرب ، فإن ذلك يعنى انذاراً بوجود خطر داهم يهدد مستقبل ودعائم إستقرار الأسرة · وبينت نتائج الدراسات عن أن الجنس يعد من أهم أسباب إستخدام الأزواج للعنف ضد زوجاتهم ، بنسبة تصل إلى 57% وخاصة فى المجتمعات الشرقية ، بينما جاءت المصروفات المنزلية فى المرتبة الثانية تأتى بعد ذلك الأعمال المنزلية ، وأثبتت الدراسة أن ما يقرب من 02% من الأزواج الذين يضربون زوجاتهم يدمنون المخدرات والخمور وموائد القمار ، بينما بلغت نسبة الأزواج الذين يعانون من عنف الزوجات ما يقرب من 82% فى المجتمعات الغربية وتقل النسبة كثيراً فى المجتمع العربى بسبب رغبة المرأة فى التصرف فى شئون الأسرة ورفضها لتدخل الرجل أو لأسباب أخرى ·
أسباب العنف الأسري
يقول د· أحمد المجدوب الخبير الاجتماعي يقول : هذه الظاهرة ترجع بالأساس إلى الظروف الإقتصادية خاصة في السنوات الأخيرة ، وتأثيرها بشكل عام على العلاقات الإجتماعية ، وهو ما ساهم في تقليل نسبة الترابط داخل الأسرة الواحدة ، بدليل أن معدلات الطلاق إرتفعت بصورة كبيرة ووصلت فى بعض الأحيان إلى ما يقرب من 03% ومعظمها لأسباب مادية ، وهذا يعكس مدى تأثير الجانب المادى على الجوانب الإنسانية فى العلاقات الزوجية وبتراجع الجوانب الإنسانية ومشاعر المودة أمام طغيان المادة يصبح المجال فسيحاً للجوء إلى العنف ، خاصة إذا كان الزواج غير متكافئ وشعور بعض الأزواج بتفوق الزوجة مادياً أو علمياً أو اجتماعيا · ، تـرى د· ليلى عبد الوهاب أستاذة علم الاجتماع أن ضرب الزوجات أصبح بالفعل ظاهرة متكررة وكثيرا ما يتجاوز الضرب عملية التأديب إلى ارتكاب جريمة قتل تكون الزوجة هى الضحية الأولى فيها ، ومن الملاحظ أن ضرب الزوجة يزداد خلال شهور الصيف ، ولجوء الرجل إلى ضرب زوجته تعبير واضح عن حالة العنف داخل الأسرة و التى بدأت تزداد فى العالم كله نتية لعدة عوامل ترتبط بالمجتمع بنظمه وثقافته وقوانينه المطبقة والظروف الإقتصادية ، التى جعلت كثيرا من الأزواج يعانون من البطالة فيضربون زوجاتهم كنوع من تحقيق الذات وتعويض النقص الذى يشعر به وتفريغ الكبت والضيق من المجتمع ، وتلعب بعض المفاهيم الموروثة مثل تحقير قيمة المرأة و النظر إلىها باعتبارها مخلوقة أدنى من الرجل أو أن العنف وسيلة لإثبات الرجولة ، دوراً كبيراً فى إنتشار هذه الظاهرة ، للأسف نظرة كثير من المجتمعات الشرقية للمرأة تجعل المناخ مهيأ لمعاملتها بقسوة وتزداد هذه القسوة بتزايد ضغوط الحياة وفى معظم الحالات ما يكون عنف المرأة ضد زوجها لإضطهاده لها أو عنفه تجاهها ·
الارتباط الديني
ويقارن د· محمد عسكر أستاذ الإجتماع بين ظاهرة العنف بين الأزواج فى المجتمعات الشرقية والغربية فيقول: رغم أن ظاهرة ضرب الزوجات والعنف الأسرى عموماً ظاهرة عالمية ، إلا أن معظم الدراسات والبحوث تشيرإلى انتشارها فى الغرب بصورة أكبر من مجتمعاتنا العربية والإسلامية لأن التدين وتعاليم الدين تحمى مجتمعاتنا وتقنن إستخدام الرجل للعنف ضد زوجته بالشكل الذى يحقق الغرض منه دون إهدار لادميتها ·· وفى فرنسا على سبيل المثال · وهى من المجتمعات المعروفة بالتقدم ما يقرب من 5،2 مليون قضية إعتداء من الزوج على زوجته بالضرب المبرح بينما تنعدم هذه الظاهرة مثلافى الريف المصرى ، وذلك لأن المرأة الريفىة تحفظ لزوجها مكانته وتعرف حقوقه علىها وواجباتها نحوه فى جميع الأحوال ،· بينما
و يقول د · أنــور محمود أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة ، عن واجب الزوجة في طاعة زوجها وضرب الزوج لزوجته، "أن حق الزوج فى ضرب زوجته ليس حقاً مطلقاً ، ولكنه حق قيدته الشريعة بمجموعة من القيود ، وهى أن يتوخ الزوج نشوزها ، أى خروجها عن طاعته ، ومن أهم مظاهر نشوز المرأة التى تبيح الضرب شرعا ، عصيانها للرجل فى الفراش والخروج من الدار بغير عذر وغيرها من الأمور التى تضر بحق الزوج والأسرة ، ويجب ألا يلجأ الرجل للضرب إلا عندما يتأكد من عدم نفع الوعظ والهجر فى المضجع، لأنه مأمور أولاً بنصحها وهجرها ، وإن أصرت على العصيان كان له أن يضربها ، والضرب المباح شرعاً هو الضرب الرحيم أو الرقيق وليس الضرب المبرح لأن الهدف منه التأديب وليس التشفى والإنتقام ، وأن يكون باعتقاد الزوج أن الضرب سوف يكون مفيدا فى إصلاح الزوجة ، وعندما يلجأ الرجل لضرب زوجته فى حالة عدم تحقق هذه الشروط يعرض نفسه للعقوبة التعزيزية من جانب القضاء فى الدنيا وعقاب الله سبحانه وتعالى فى الآخرة ، ولا يجب فى جميع الأحوال أن تبادر المرأة بالعنف ضد زوجها لأن له القوامة عليها فى جميع الأحوال"·
كشفت دراسة حديثة أعدها ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن ارتفاع معدل اعتداءات الزوجات ضد الأزواج، حيث تم ارتكاب 111 جريمة عنف بحق الرجال، وذلك خلال الفترة من 30 يونيو 2005 حتي ديسمبر ،2005 ومن واقع ما تم رصده كشفت الدراسة عن 91 جريمة قتل و15 جريمة سرقة و11 جريمة اعتداء بالضرب ومن بينها 4 جرائم ارتكبها الأبناء، 6 ارتكبها الأقارب، وجاءت دوافع ارتكاب هذه الجرائم نتيجة بخل الزوج والخلافات الأسرية بنسبة 65%، وخيانة الزوج بنسبة 15%، أو خيانة الزوجة بنسبة 5%، أو الاستيلاء علي أموال الضحية بنسب15% .
وأكدت الدراسة أن العنف بحق الرجال بات علي وشك التحول لظاهرة يمكن أن تتساوي في خطورتها مع العنف الواقع ضد المرأة والطفل.وأشارت الدراسة إلي اختلاف طرق قتل الأزواج وتعدد أساليب الانتقام التي اتبعتها المرأة، فمن خلال رصد بعض الحوادث وجرائم القتل التي ارتكبت مؤخرا علي يد المرأة نجد أنها قد تعددت أسبابها ودوافعها.
فشل العلاقات الزوجية
الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس يقول: هناك العديد من المتغيرات التي طرأت علي العلاقات الزوجية، والتي تسببت فيها عدة عوامل منها: عدم التوافق الثقافي والنفسي والاجتماعي بين الزوجين، والاختيار البيئي، فضلا عن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة للأسرة، وضعف العلاقات العاطفية وانتشار قيم الفردية والمصلحة.ونتيجة لذلك حدث المزيد من التباعد النفسي والاجتماعي الذي انعكس علي العلاقة بين الزوج والزوجة، وسادت حالة الاحباط الاجتماعي واليأس من الاستمرار في المعيشة والتي قد تصل إلي فقدان القدرة علي مواجهة هذا الواقع.ويوضح الدكتور أحمد يحيي أن جرائم قتل الزوجات للأزواج لا تمثل رغم بشاعتها ظاهرة عامة فهي ظاهرة نادرة الحدوث، وتحدث في فئات اجتماعية معينة تميل أغلبها إلي الانتقام، أو الحصول علي مزايا من وراء ذلك، لكنها بالطبع تشير إلي خلل في القيم والأخلاق وضعف الوازع الديني داخل تلك الفئات، بالإضافة إلي ذلك فالمرأة المصرية مظلومة بالفعل، فهي تعاني من قهر مستمر يبدأ في بيتها وينتقل أشد عنفا إلي بيت زوجها، كما أنه من الملاحظ أن هناك حالة من الفراغ الأخلاقي التي انتشرت داخل الأسرة المصرية، وهو ما يحتاج إلي المزيد من الاهتمام من خلال إجراء الأبحاث والدراسات، وتفعيل دور المرأة الاجتماعي.ومن ناحية أخري قد يؤدي تقصير الرجال في مراعاة شعور المرأة وعدم القيام بواجباتهم الأسرية والاجتماعية، واستمرارهم في الضغط النفسي والقهر الاجتماعي إلي دفع المرأة لارتكاب جرائم القتل.
انحلال القيم
الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي يري أن هناك دوافع وراء قتل الزوجات للأزواج ومنها انخفاض الدخل وصعوبة المعيشة والقهر الذي يقع علي الزوجة، وظلم وبخل الزوج، فضلا عن انعدام القيم لدي الطبقات المتدنية في المجتمع وقلة الوازع الديني، والوعي الاجتماعي، والمرأة في أغلب الأحيان تتحمل كل ما يقع عليها من أعباء، لكنها قد تنقلب في أي لحظة، وتقوم بقتل الزوج بعد أن تختمر الفكرة في رأسها، ومن ناحية أخري قد تكون الخيانة أحد أسباب القتل، حيث تتفق الزوجة مع عشيقها للتخلص من الزوج الذي يمثل عقبة أمامها، فضلا عن أن هناك حوالي 30% من السيدات لديهن عنف وشراسة بطبعهن، وغالبا ما تحدث جرائم القتل في الأوساط المتدنية وقاع المجتمع حيث تكون الفرصة مهيأة للانحراف.
هزة اجتماعية
يرجع د· عبد الخالق عفيفى أستاذ علم الإجتماع هذه الظاهرة إلى نشأة كل من الزوجين أو أى منهما ، حيث أن العنف هو مرحلة متأخرة من عدم الاحترام بين الزوجين بسبب نشأة إجتماعية غير سليمة ، ويربى الأبناء بين أبوين لا يحترم أحدهما الآخر ، أو يجدون الأب يعامل الأم على أنها جارية أو خادمة ·
الدكتورة وفاء مسعود أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان ترفض تماما ما يقال عن أن المرأة عدوانية، وتؤكد أن هناك عوامل عديدة تساهم في دفع المرأة لارتكاب الجرائم خاصة القتل الذي يأتي من فراغ، فالعلاقات الزوجية السيئة تعد أحد دوافع القتل سواء قتل المرأة للرجل أو العكس.
ويؤكد د· يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى أن نزول المرأة إلى ميدان العمل ، أضفى على سلوكها كثيرمن القسوة والشراسة والبلادة فى الإنفعال ، حيث تنازلت عن أحاسيسها المرهفة وتجاهلت مشاعر الأنثى بداخلها وتجمدت مشاعرها فأصبحت عنيفة ، بدليل إنتشارجرائم قتل الأزواج و الطبيعى فى مثل هذه الحالات أن تتعرض لغضب الرجل وعنفه ، خاصة فى المجتمعات الفقيرة ماديا وثقافيا ، ويتعامل معها الرجل الزوج بنفس طريقة تعامله مع خصومه فى ظل الصراعات المادية لتوفير متطلبات الحياة ظاهرة خطيرة
ويتطرق د· أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى إلى خطورة إنتشار هذه الظاهرة بقوله: إن ضرب الزوجات أو تبادل العنف بين الزوج والزوجة داخل نطاق الأسرة يهدد كيان المجتمع كله وكثير من جرائم القتل داخل الأسرة تبدأ بإعتداء الزوج على الزوجة بالضرب وتظل الزوجة فى حالة كبت داخلى تترقب أقرب فرصة للانفجار كذلك الزوج بتماديه فى ضرب الزوجة ، وتعدى كل الحدود يتزين له سهولة قتلها ، وكثيرا ما يدفع الأبناء الثمن فيشردون أو ينحرفون، ويرفعون العنف شعارا لحياتهم ، وينعكس ذلك على المجتمع كله ·
تقول د. " إيمان الشريف" الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، أن الإحصاءات تشير إلي أن 41% من الزوجات يقتلن أزواجهن عمداً ، أما جرائم ضرب الزوجات لأزواجهن فتمثل 12% . وتضيف د.ايمان " أن المرأة حينما تلجأ للعنف تكون بشعة وشديدة في عنفها فهي تكون قاسية عندما تقتل زوجها لأنها تشعر أنها أضعف منه فلابد أن تكون قوية وعنيفة لتجهز عليه ولذا فهي تفضل أن تقتله من أن تضربه لأنه أقوي منها لقوته البدنية لذلك فهي تبدع في التخطيط لقتله للتخلص من شجاره وخيانته وقسوته وهي لا تلجأ إلي طلب الطلاق لبطء المحاكم في إجراءات الطلاق والتي تستمر لسنوات طويلة ومملة ". وتشير د. إيمان إلي أن إجبار الزوج لزوجته العاملة للإنفاق علي البيت يمثل ضغطاً شديداً وعصبياً علي المرأة فهي تشعر بالظلم وجبروت الرجل ، وتشعر بالإحباط الذي يوصلها إلي شدة العنف والعدوان . وتري د. ايمان الشريف " أن التنشئة الاجتماعية والتربية داخل الأسرة تؤثر علي التكوين النفسي للمرأة وتؤدي في معظم الأحيان لخلق شخصيتها العدوانية لأنها تري العنف مجسداً أمامها في أسرتها في علاقة الأب بالأم والتفرقة بينها وبين أخيها "الذكر" وبعد ذلك جبروت الزوج مما يدفعها للعنف وقتله! تضيف د. "ايمان" إلي أن بعض الدراسات الحديثة أكدت أن التليفزيون له دور في عنف المرأة ، ولابد أن تكون هناك رقابة علي كل مايبث خلال برامج ومسلسلات وأفلام التليفزيون كما أكدت أنه لابد أن يكون لمكاتب الإرشاد الأسري دور فعال لإنهاء الكثير من الخلافات الزوجية وتوعية الأسرة ولابد من الاهتمام في المناهج الدراسية بالمدارس من الاهتمام
والمرأة في ظل ما يقع عليها من عدوان وقهر نجدها تتحمل لأقصي مدي، فتتحمل ظروف الحياة القاسية، وضغوط المعيشة، وأعباء جسيمة تقع عليها من قبل الرجل والأسرة ويلاحظ أن الزوجة دائما ما تخرج هذا العدوان في صورة مفاجئة، فتقوم بقتل زوجها للتخلص منه نهائيا، وقد يكون العدوان هنا شديدا نظرا لأنه يعد مكبوتا بداخلها.ولا شك أن الخيانة الزوجية واهمال الرجل للمرأة واعتماده الكامل عليها في كل شيء، قد يساهم في زيادة تلك الدوافع في ظل اختلال الأدوار الاجتماعية.
ومن ناحيتها طالبت الجمعيات الحقوقية والنسائية اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة للحد من ظاهرة قتل الازواج لزوجاتهم ، وخاصة في اسبانيا بعدما سجلت الثمانية الاشهر الاولى من السنة الماضية مقتل 40 امرأة. ويأتى تحرك الجمعيات بعدما لقيت امرأة في 27 أغسطس 2005 حتفها على يد زوجها لمجرد أنها كانت تقضى بعض الوقت أمام شبكة الانترنت فى منتديات الحوار. ورغم أن الحكومة اتخذت فى السنتين الاخيرتين اجراءات مشددة ضد الازواج الذين يعاملون زوجاتهن بعنف الا أن ذلك لم يحد من وقوع عمليات القتل.
حسب دراسة أنجزها الصندوق الوطني للبحث العلمي، تتعرض اكثر من سيدة من بين خمسة نساء إلى العنف الزوجي. وتحت التهديد، تفضل الضحية في غالب الأحيان كثمان معاناتها وبذلك تُفلت ممارسات العنف والوحشية من العقاب.ولحماية ضحايا العنف الزوجي بشكل افضل، اقترحت لجنة الشؤون القضائية في الحكومة السويسرية مراجعة قانون الجزاء. ويأتي هذا المقترح بعد المبادرة البرلمانية التي عرضتها المستشارة الفدرالية السابقة Margrith von Felten من حزب الخضر.وإذا ما تمت المصادقة على المشروع الحكومي، فان ممارسات التهديد والأضرار الجسدية والإكراه الجنسي والاغتصاب داخل الزواج سواء تعلق الأمر بمتزوجين أو خليلين او شواذ جنسيين... فكل هذه الممارسات ستلاحق قضائيا دون إجبار المتضررين على تقديم شكوى رسمية.
تؤكد جمعية منظمات التضامن النسائي في سويسرا (Solidarité Femmes) أن 1160 سيدة و1225 طفلا لجئوا العام الماضي إلى مراكز الاستقبال الـ18 في سويسرا والليشتنشتاين، وأن عدد الليالي المُقضاة في "بيوت النساء" ناهز 69000 ليلة قُدمت فيها الحماية لمُعدل 188 سيدة وطفل كل مساء.ويبدو أن هذه الأرقام، رغم المعاناة الإنسانية والخُطورة الكبيرة اللتين توحي بهما، لم تنجح بعدُ في حشد الدعم الكافي للتصدي للاعتداءات النفسية والجسدية التي تتعرض لها النساء تحت سقف بيوتهن من طرف الذكور، أزواجا كانوا أم لا، وللآثار النفسية المُدمرة التي تتركها هذه المُمارسات لدى الأطفال.وتأسف جمعيةُ مُنظمات التضامن النسائي لكون ظاهرة العنف ضد النساء في إطار الأسرة مازالت تُعتبر "عادية" ما لم تبلغ درجة تعريض حياة الضحية للخطر. وتقول الجمعية في هذا السياق "إن حدوث مآسي مثل قتل الأزواج لزوجاتهم أو رفيقاتهم أو أولادهم لا يجب أن تحجب ظاهرة اجتماعية مثل العنف العائلي الذي يعد أكثر انتشارا والناجم عن علاقات القوة بين الرجال والنساء."
والعنف الأسري عموماً وبين الزوجين خاصةً أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع المصري ، وبعد أن كان العنف شائع بين الأزواج ، أنضم الجنس اللطيف إلى هذه الدائرة وأصبحت الزوجات أيضاً يلجئن للعنف في جميع صوره ، مما يجعلها ظاهرة مثيرة للقلق ، فيومياً نقرأ في الجرائد عن زوجة تقتل زوجها وتعبئه في أكياس ، أو " زوجة تصبح زوجها بعلقة وتمسيه بعلقة " ، لكن ما السر وراء لجوء المرأة إلي العنف ضد زوجها ؟
لا شك أن هناك أسباب قوية ومتعددة تجعل المرأة الرقيقة أن تتحول إلى وحش قاتل ، هل الزوج المفتري ؟ أم ضغوط الحياة ؟
حالات قتل للأزواج
ومن أشهر حوادث قتل الأزواج ، حادثة زوجة قتلت زوجها نتيجة لبخله وشذوذه وجبروته ، واعترفت نعمة فوزي محمد "28 سنة" ربة منزل بقتل زوجها محمد مهدي محمد "31 سنة" سائق تاكسي.وقالت نعمة "كرهت زوجي وشذوذه،وجبروته ، وفشلت في إعادته إلي الطريق الصحيح ، صدقوني أصر علي ممارسة شذوذه معي ، ورفض طلاقي ، لم يترك لي طريقاً لعبور هذه المحنة من أجل طفلنا والثالث القادم في الطريق ، سوي قتله لأتخلص من كابوسه الذي عشت فيه خمس سنوات متواصلة لأدخل السجن ويعيش الطفلان في الشارع !! ، وتضيف نعمة "تحملت بخله لكن ما لا أتحمله أنه كان يصر علي ممارسة الشذوذ معي خاصة بعد ولادتي طفلين وطالبته بأن يتوقف عن ذلك لكن دون جدوي، ذهبت إلي إدارة الفتوي بالأزهر لأسألهم عن هذا التصرف من جانب زوجي فأخبروني أنه مخالف للشرع وحرام،ولذلك طالبته بالتوقف عن هذا الأسلوب وكان يرفض". وتروي نعمة عن الجريمة القتل أنه فجر يوم الحادث " عاد زوجي من العمل بعد منتصف الليل وكنت أقوم بتنظيف الشقة، ودخل حجرته لينام وذهبت إليه ليفتح علبة سمن بسكين ، لكنه طلبني وأمسك بي بقوة ليمارس شذوذه لكنني لم أعد احتمل هذه التصرفات منه أمسكت بالسكين لتهديده إلا أنه أصيب في بطنه وسالت منه الدماء بغزارة حاولت وقف الدماء بملاءة السرير بلفها حول بطنه ووضع قطن علي الجرح لكن دون جدوي".
تخلصت احدي الزوجات من شك زوجها المفرط بتخديره ثم ذبحته بالسكين ودفنت جثته في الشقة وصبت فوقها خرسانة حتى لا يكتشف أحد أمرها. وقالت أنها كانت تخطط لقتل زوجها أكثر من مرة ولكنها فشلت حتى راودتها فكرة تخديره وبعد أن فقد الوعي ذبحته بالسكين وحفرت حفرة بالشقة المجاورة لشقتها في نفس المنزل الذي يمتلكه الزوج وصبت خرسانة مسلحة على الجثة لإخفاء معالمها وبناء جدار فوقها لعزلها عن بقية الشقة.
زوجة مصرية أخري وتدعي سنية قامت بقتل زوجها بعد أن أذاقها المر ، حيث قامت بتهشيم رأس زوجها بأنبوبة الغاز ، ويذكر أن سنية كانت زوجة رجل عديم "النخوة" بحيث لم يكتف بشذوذه معها، بل تجاوز ذلك إلى استدعاء أصدقاء السوء إلى بيته وأمر زوجته بأن تمارس الجنس معهم!! ، كان هذا المشهد المقزز يمنح الزوج الشعور بمتعة شاذة ، وكانت الزوجة في البداية ترفض ممارسة الجنس مع الرجال أمام أنظار زوجها ، لكنها استجابت في النهاية بعد أن هددها بإلقائها في الشارع. فضلت سنية التكتم على هذه العادة السيئة أملا في أن يعود الزوج إلى رشده، ثم اعتادت على ممارسة الجنس مع الرجال الغرباء، وأدمنت على تلك العلاقات الجنسية المتعددة التي أصبحت من برنامج حياتها العادية فالضيوف كانوا في منتهى السخاء معها ومع زوجها، إلي أن وقع زوج سنية في خطأ لم تستطع الزوجة أن تغفره له ، كانت سنية قد أنجبت طفلة من زواج سابق، وعندما تزوجت مرة أخرى تركت ابنتها في رعاية أمها، فشبت الطفلة وصارت فتاة شابة في مقتبل العمر، ويبدو أنها راقت في عيني الزوج الذي كان ينتظر الفرصة السانحة ليقتنصها. جاءت الفتاة لزيارة أمها في منزلها، وكان الزوج هناك بمفرده، فرحب بابنة زوجته، ودعاها للجلوس في انتظار وصول أمها،وبعد أن اطمأنت الفتاة، حاول الزوج أن يباغتها ويعتدي عليها، لكنها قاومته بعنف، ورغم ذلك نجح في أن يشل حركتها، وفي اللحظة التي كاد أن يلتهمها، وصلت زوجته التي هالها المشهد ، لم تدر الزوجة ماذا تفعل، فوجدت أمامها أنبوبة الغاز فهشمت بها رأس زوجها، ثم استدعت الشرطة،وقد أطلق السجينات على سنية لقب "سنية أنبوبة"، واستحقت هذا اللقب بعد أن قتلت زوجها بأنبوبة الغاز، وحكمت المحكمة على سنية بسبع سنوات حبس مراعية في ذلك الحكم ظروف التخفيف عن المتهمة بالقتل العمد لأن ظروفها هي التي دفعتها لارتكاب جريمتها.
فمنذ فترة فوجئنا بسيدة تقتل زوجها بعد أن دست له المخدر، وقامت بتقطيع جسده إلي أجزاء، وعللت فعلتها بأن زوجها كان دائم الشك في سلوكها.كما قامت سيدة أخري بقتل زوجها المزارع بالاشتراك مع ابنها وحرق جثته بعد أن اعتاد المجني عليه الاعتداء عليها وسبها بألفاظ نابية أمام الأهالي، وعدم الانفاق عليها وعلي أولاده فانهالا عليه بالعصي فوق رأسه حتي فارق الحياة ثم أشعلا النار في جثته وتركها في وسط الزراعات.
بالثقافة الأسرية .
وتبين الإحصاءات إلي أن سبب قتل الأزواج بدافع الانتقام يمثل حوالي 5.48% وبسبب الضغوط الاقتصادية بنسبة 5.17% وبدفع العار حوالي 3% والثأر بنسبة 2% أما النزاع العائلي فيمثل نسبة 10% كما أن الأفلام والمسلسلات بالتليفزيون لها دور في تكوين العنف لدي المرأة،كما ذكرت جريدة الجمهورية .
يذكر أن الحكومة المصرية قد طرحت مشروع قانون محكمة الأسرة لمعالجة مشاكل التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية يتم تشكيلها من ثلاثة قضاه بدرجة رئيس بالمحكمة الابتدائية، ويعاون المحكمة إخصائيان أحدهما اجتماعي والآخر من الاخصائيين النفسيين بهدف سرعة التقاضي، ومحاولة الصلح بين الأزواج، والتغلب على مشاكل الأسرة التي تنعكس بالسلب نفسيا وصحيا على الأبناء . بينما سارع القطاع الأهلي بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة العنف الأسري ومساعدة ضحاياه على اجتياز آثاره سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة، حيث يصل معدل العنف ضد المرأة من واقع البيانات والإحصائيات الصادرة عن تلك المراكز إلى أن 60% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري من الزوجات الأميات، و30% من بين الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى يتعرضن للضرب من أزواجهن. كما أن 40% من الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بحاجة إلى استشارة الطبيب بسبب تعرضهن للضرب المبرح، كما أن هناك زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للضرب بأشكال مختلفة أثناء الحمل. كما يعاقب الرجل زوجته بطرق شتى من بينها الزواج من امرأة أخرى، والتهديد بالطلاق، والحرمان من نفقات المنزل، وضرب الأبناء، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل، أو حرمانها من الاختلاط الاجتماعي.
وتعكس روايات الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بأن الزوج يعتبر الضرب والتوبيخ طريقة العلاج الوحيدة للمشاكل الزوجية، حيث تقول فاطمة عبد الحي ـ ربة منزل ـ "الحالة الاقتصادية دائما سبب خلافاتي مع زوجي لأن مطالب الأبناء لا تنتهي، ومن هنا تنفجر المشاكل التي تنتهي دائما بالضرب والتوبيخ دون أن يفكر في أسلوب آخر لحل مشاكلنا خاصة أمام الأبناء".
روايات عن العنف الأسري
تقول عبير السيد ـ ربة منزل ـ "تعرضت للضرب مرات عديد من زوجي، وفشلت كافة محاولاتي لمنعه من ممارسة العنف ضدي، فأقل خطأ تكون نتيجته الضرب والتوبيخ دون مراعاة لمشاعري، وقد طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة يقسم أمام الأهل بأنه لن يكرر ضربي، وأنا لا أصدقه ولكن أضطر لمجاراة الواقع الأليم بسبب أطفالي لعله يتغير".
أما ابتسام حلمي مدربة الكاراتيه في إحدى النوادي الاجتماعية فتقول "لم أضرب زوجي، ولكن أحسسه بقوتي من حين لأخر باسم المداعبة حتى يتحاشاني وأحسست ذلك، وقد حاول أن يجعلني أترك العمل وأتفرغ له وللأولاد ولكني رفضت وسأرفض". وتضيف ابتسام "الخلافات بيننا مستمرة بسبب ميزانية البيت واحتياجات الأولاد وما يشبها من خلافات تعاني منها غالبية الأسر المصرية إلا أن الحياة لم تصل بيننا للضرب ولم يضربني يوما أو ينهرني ولكن لو فعلها سأفعلها وهو يعلم ذلك جيدا".
في حين تقول "هدى عزيز" ـ موظفة ـ "لم يضربني زوجي يوما أو أضربه، ولكننا اصطدمنا كثيرا ولم تصل إلى الضرب فربما تبادلنا بعض الألفاظ، وقد اعتذرت له وقبل اعتذاري ونعيش في هدوء والحمد لله." وتعلق هدى على ضرب الأزواج قائلة "إن الزوج دائما هو الذي يدفع الزوجة للقيام بأي فعل يراه الناس غريبا مثل ضربه أو إهانته فإذا كان حنونا معها ويؤدي كل واجباته تجاهها إذن ما الذي يدفعها أن تضربه أو تصطدم به فالمرأة بطبيعتها مخلوق رقيق عطوف وحنون ولا تكون شرسة إلا في حالة اضطهادها المستمر من قبل الزوج، وأحيانا كثيرة تكو ن الزوجة مريضة نفسيا وفي هذه الحالة يعرف الزوج حالتها ويحاول من جانبه إذا كان رجلا عقلانيا أن يتجنبها ويتحملها، وعلى أي حال فالمرأة الذكية هي التي تروض زوجها دون أن تشعره بذلك."
علي العكس فـــ "بشرى علي" التي تعمل موظفة في إحدى الهيئات الحكومية والمتهمة بضرب زوجها فتقول "لقد ضربت زوجي بسبب معاكساته المستمرة لبنات الجيران ووصل الأمر إلى معاكسته وتحرشه ببنات أختي .. فقد فضحني بتصرفاته وجعل الناس تسخر مني ومن أولادنا". وتضيف بشرى "لقد تزوجته منذ خمسة عشر عاما تقريبا ولم ألحظ عليه مثل هذه التصرفات المخزية وكنت أعتبره زوجي وأخي وكل ما في هذه الدنيا حتى فوجئت بشكوى من بنت الجيران أن زوجي وليس ابني يعاكسها ويقف لها دائما في شرفة المنزل .. ولم أصدق كلامها وتصورت أنها غير مدركه أوانها لم تفرق بين زوجي وابني إذا كانت بالفعل تعرضت لهذه المضايقات. وحاولت إرضائها على وعد عدم تكرار مثل تلك المضايقات وذات يوم استأذنت من عملي باكرا لأعود إلى المنزل وقد تأكدت من صحة الشكوى فزوجي مراهق يقف لبنت الجيران في شرفة المنزل يعاكسها يوميا .. وعندما ضبطته دب الخلاف بيننا وضربني فضربته وأصبحت الأيادي هي وسيلة التعامل بيننا منذ ذلك اليوم لأكتشف بعد ذلك أن هناك عدد كبير من الشكاوى ينتظرني من بنات الجيران عندما أعود من العمل وادخل المنزل".
ومن جانبه يرى محمد طلعت ـ موظف ـ متزوج وله أربع أطفال "أن المرأة المتسلطة هي التي تستغل نقطة ضعف زوجها فتلغي شخصيته تماما وتوجهه حيثما تريد ووقتما تشاء، كما أن الزوج يلعب دورا كبيرا في تسلطها إذا تعمد إذلال زوجته وإهانتها وقهرها دائما والقهر يولد لديها رغبة في الانتقام منه بأي وسيلة حتى ولو كان بالضرب". ويضيف طلعت "أن المرأة المتسلطة عليها أن تدرك أن الرجل له طاقة تحمل فإذا فرغت فسوف تكون العواقب وخيمة واكبر دليل على ذلك في تصوري هي الجرائم التي نقرأها في الصحف حاليا من قتل الزوجات أو الأزواج".
علي النقيض فـــ "أحمد جميل ـ موظف ـ ومتزوج " يرى "أن هناك نوع من السيدات لا يأتي إلا بالضرب والإهانة يتلذذن بإهانتهن وضربهن وممارسة العنف ضدهن وإن لم يفعل الزوج ذلك ستكون النتيجة أنه سيدفع الثمن غاليا إما بإهانته أو ضربه وما شابه من ممارسات شاذة داخل الأسر لأنه أصبح بلا كيان أمامها وأحست أنها قائد سفينة الزواج و تتصور إنها تملك ملكة تقويم الاعوجاج في شخصية زوجها فإذا فقد الرجل قوامته على زوجته فلا يتعجب من ضربه وإهانته وسبه".
ويحمل د. أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية هذا الخلل الي الوعي الديني وتدني التنشئة الاجتماعية ، هي الأسباب الحقيقية وراء السلوك الانحرافي داخل الأسرة، حيث يقول "البيئة تلعب دورا كبيرا في العلاقات الاجتماعية، وأن حالة الرضا داخل الأسرة، خاصة في معاملة الأزواج أمام أبنائهم تنعكس عليهما في المستقبل حينما يصبح الأبناء مسئولين عن أسرة، كما أن أي قاعدة تخالف فيها الشريعة الإسلامية تكون عواقبها مؤلمة، فالسلوك السلبي للآباء يترتب عليه حرمان أي طفل من حقوقه، وتنال من حريته".
وحمل د. المجدوب الأسرة المسئولية كاملة في سلوك أبنائهم في المستقبل لأن الأسرة هي البوتقة التي توجه إمكانيات الأطفال وقدراتهم وتشكل ظروف حياتهم في المستقبل من خلال ظروفها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والاحترام المتبادل بين أفرادها". ويرى الدكتور محمد شعلان أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر "أن سيكولوجية الزوج أنه هو الآمر الناهي، وأنه هو دائما على حق ومصدر الرزق للأسرة، وإذا اهتزت هذه المكانة، خاصة داخل المنزل فيسيطر عليه إحساس بالدونية لأنه أصبح أقل شأنا أمام زوجته وأولاده، وهنا ينقلب الوضع ويشعر بالعدوانية تجاه الزوجة مما يجعله دائما يقوم باستفزازها فيدفعها إلى أفعال لا يرضي عنها وأحيانا يصاب بعض الأزواج بالتقوقع حول أنفسهم مما يجعل المرأة تشعر بضعف شخصيته، خاصة في حالات الضعف الجسماني فتصبح هي صاحبة القرار في المنزل وفي هذه الحالة يجب أن يؤدي الزوج واجباته كاملة تجاه أسرته حتى لا يضع نفسه في هذه الصورة".
إما إجلال فاروق مدرس علم النفس المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة فترى"أن التربية والنشأة مهمة جدا في حياة كل من الزوجين، كما أن التكافؤ بين الزوجين على جميع المستويات يلعب دورا كبيرا في استقرار حياتهما الزوجية ويعد العمود الفقري لنجاح زواجهما بدون مشاكل أو اضطرابات، ولعل هناك بعض الحالات المريضة البسيطة التي تتلذذ بضرب الآخرين".
وتضيف د. إجلال "أنصح كل من الزوجين ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي لمساعداتهما على اجتياز مشاكلهما دون ضرب أو اضطرابات، كما أناشد الزوج أن يكون حنونا على زوجته وعلى أفراد أسرته امتثالا لقول الله تعالى »وعاشروهن بالمعروف« كما على الزوجة أن تحترم زوجها ولا تتعمد إهانته مهما كان السبب فإذا التزمت ورجعت إلى ما أقره شرع الله فلن تلقى إلا كل احترام من زوجها".
والزوجة الذكية كما تقول د. إجلال هي التي تتعرف أولا على طبائع زوجها، وتدفعه لحبها وتتجنب أن تغضبه فالحب أفضل وسيلة لاستقرار الأسرة، فهو الداء والدواء لعلاج لأي مشكلة زوجية.
ومن نظرة دينية : فإن الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا أن المرأة الصالحة كما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تسعد الرجل فإذا نظر لها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته فهي افضل بكثير من كنز الذهب والفضة. ويضيف د. هاشم "أن الزوجة الصالحة هي التي تعين المؤمن على إيمانه، وبالتالي فإن موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهم أو العكس لا يمت بصلة للدين فلو كان كل من الزوجين يعرف حقه لا يستطيع أن يتعدى على الآخر ولو حتى باللفظ، فإذا حدث الخلاف بين الزوجين فالصلح يكون أولا بالحسنى وإن لم يتم فاللجوء إلى حكم من أهلها و حكم من أهله ليحكم بينهما وإذا استحالت المعيشة يكون الانفصال وهذا هو أفضل حل وتقره جميع الديانات السماوية، وما سمعنا عن دين يبيح مثل هذه المهانات أبدا فقد جعل الله العلاقة بين الزوجين على أساس الرحمة والمودة، والرحمة للرجل والمودة من السيدة.
ويرى الدكتور صفوت القاضي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية "أن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض والميزة هنا لا تبيح أن يقوم الرجل بضرب زوجته أو إهانتها وإنما الله أقر الموعظة أولا فإذا لم تأت بنتيجة فأهجرهن في المضاجع وأخيرا اضربهن ولكن ضرب غير مبرح غير مهين للكرامة". ويضيف د. صفوت "أن فرق القوة بين الرجل والمرأة كبير جدا فالتأديب يكون للتقويم وليس للأذى وبعدها حكم من أهله وحكم من أهلها وإذا لم يوفق فتسريح بإحسان بدون تجريح أو إهانات أو ضرب وما إلى ذلك من سلوكيات مرفوضة".
ويرى محسن خليل أستاذ القانون بجامعة القاهرة أن اعتداء الزوج على زوجته، أو الزوجة على زوجها، وإحداث عاهة يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون المصري، ومن حق الزوج أن يطلق زوجته دون أن يدفع لها نفقة متعه أو أي مستحقات يقرها الشرع في حالة تعرضه للضرب من زوجته.
ويستند د. محسن إلى حكم الاستئناف العالي رقم 229 لعام 99 حيث رفضت المحكمة الحكم بالمتعة للزوجة التي قامت بالاعتداء على زوجها، وكذلك الزوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب المبرح فمن حقها طلب الطلاق منه وتقر لها المحكمة باستحالة العيش بينهما حتى ولو كان الزوج موافق على الطلاق وذلك لإلحاق الضرر بالزوجة مع رد كل ما تملك ودفع كافة مستحقاتها الشرعية.
ولعل الحل الأكيد في أن تتقبل المجتمعات المتحضرة لما يسمي بحقوق الرجل بالاضافة طبعاً لتبنيها لايدلوجية حقوق المرأة لعدم تقليب الجنسين علي بعضهما البعض مما يخفف حد الصراع والتشاحن فيما بينهم وبالتالي سينعكس ذلك علي تقدم واستقرار المجتمع وبالتابعيه الاقتصاد وتفعيل آليات السوق وزيادة الدخل وسوف يقضي هذا بشكل غير مباشر علي شيئين :أولا الأمراض النفسية الأسرية وازالة المعوقات أمام التنشئة الصحيحة للابناء ، وثانياً القضاء علي ضعف الموارد نتيجة لضعف الحالة النفسية للعاملين وبالتالي القضاء علي عوامل البطالة بشكل تدريجي مما يحقق مستوي من الرفاهية للشعوب المتأخر بمجرد أن تحل هذه الظاهرة التي يمكن أن تصبح وباء اذا لم تعالج وبتحركات سريعة وباهتمام ومشاركة جماعية لبناء المجتمع واعادة اعمار ما تهدم من بنية شخصية.
هناك تعليق واحد:
د/مصطفى النجار أنت قدير بالفعل وقد بينت أسباب الظاهره وحلها ولم يعد سوى ان نسأل الله أن يهدي الأزواج والزوجات الى طريق الخير ...بارك الله فيك
إرسال تعليق