أحلام فترة النقاهة
كثيراً ما تملاءنا الأحلام .. أحلام السياسة .. أحلام الثراء .. أحلام القوة والعافية .. أحلام الحياة .. أحلام الجسد .. لكن أي أحلام نريد أننا نريد أحلام البساطة _من بسط_ أي نريد كل شيء ، فلا نريد اصلاح العقول ونطرق الاجساد ، ونريد اصلاح المجتمع السياسة ، نريد اصلاح النفوس والاسواق ، المواصلات والطرق ، المناهج الدراسية والتعليم ، الدين والدنيا ، نريد الدنيا والآخرة في نعيم بدون عمل ولا كد ولا تعب ويحبذا اذا جاءت لنا الأموال الي مقاعدنا واستحوذ كل منا علي السلطة وهو في غرفة نومة وسار كل منا غني وليس من فقير علي وجه الخليقة ، فهل هذا معقول ، هل من سبقونا كانت أحلامهم ساذجة الي هذا الحد ، كيف نريد ان نتقدم ونحن في قام الجهل غاطسون ؟ هل من ملجأ أو منجي من محيط الذل الذي نبحر فيه ، أننا اليوم نريد أن نصبح بشرا ؟ أليس البشر هو الذي يعمل ويعرق وينجز ويفشل وينجح وتتوالي الانتصارات !! الي متي نظل نلهث وراء الروتين وننادي علي سوق العمل الحر ونحن في الاشتراكية غرقي هل من منجي من غباء الحكام العرب وتسلطهم علي الشعوب ؟! الي متي تظل كراسي حكامنا الاجلاء عامرة بالمفسدين ..
دائما نتحدث عن الفساد ويقول لنا كل حاكم أنظروا الديموقراطية وحرية التعبير ، أنظروا التقدم والنماء ، أنظروا ... ، علي ماذا ننظر وأنتم أنتزعتم منا حاسة البصر فغشيتنا دائرة اللامبالاة .. والاحتساب الي رب العالمين ! . تري كل حاكم عربي خاصة وعالمي بشكل عام يتحدث عن الفساد وما فعل بنا وما جعله يأتي ألينا ويصب علينا من الويلات ما صب علي أقوام سبقتنا !! ولا يتحدثون عن من تسبب في هذا الفساد المريع المرعب الذي بدل أن يقسم البلاد العربية الي ثلاثة طبقات اجتماعية وذا مرفوض _طبقة فقيرة ومتوسطة وغنية_ قد زاد الطين بله فقد قسم المجتمعات العربية النامية كلها طبعا! الي طبقتين فقط وكاننا نقتصد في عدد الطبقات الاجتماعية.. هيهات هيهات لما تفعلون .. فجعل الطبقة الغنية تكسب بالمليارات والطبقة الفقيرة المسكينة المطحونة تخسر بالمئات وكأن الفقراء ناقصهم فقر أو كأن الأغنياء في حاجة الي أموال!!
إن المنظومة التي يدير بها قادة العرب هذه الأيام سيسجلها التاريخ عليهم في فصول وكتب وستشهد عليهم جميعا من المحيط الي الخليج بالتخلف والغباء ، وبالتأكيد هذا سينول اعجاب الصهاينة الملاعين وما يسمي المسيحية الصهيونية الجديدة!! ، فهل الانسان العربي المطحون منذ آلاف السنين في حاجة الي استبداد وكبرياء .. أليس فينا نحن الخلائق من العيوب والذنوب ما يزلزل كياننا ويرعدنا من داخلنا .
كثيرا ما نتحدث عن موضعات عقيمة محتاجين أن نناقشها كل يوم لنشفي غليلنا ونريح صدورنا ونثلج كرامتنا ، مثل التعديلات السياسية والدستورية والقانونية ، وقضايا التوريث .. توريث الادارة .. توريث الحكومة .. توريث الملك .. توريث المال .. توريث النساء والبغايا .. توريث كل ما يستحيل توريثه هذه الأيام .. وبالطبع بالمباركة الامريكية بما انها آلة هذا الزمان (من وجهة نظر الكثيرين) . فنعزل حكومة ونستبدلها بحكومة ونغوص في قاع المحيط من جديد .. وافتراض أيام بها أحلام جميلة .. أحلام فترة النقاهة .
في الحقيقة أحلم مثلما يحلم البعض بأحلام جميلة ورقيقة وردية ، نري فيها الدنيا "بمبي" تماما كأغنية سعاد حسني الله يرحمها ، فهل يرحمنا حكامنا الشرفاء !!! حتماً نحتاج الي تطبيق للأحلام التي ملأت العقول وزاغت عنها الابصار ، ودونها كثير من الحكماء وليس السفهاء ولكن هذا ليس موضوعي .. وأرجو من كل صاحب عقل رصين وتفكير حكيم أن يحكم بما أمر الله به وألا يشيع في الارض الفساد !!!
العراق الجديد
الخميس، ١٠ مايو ٢٠٠٧
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق